بسم الله والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ان أفضل الليالي من كل عام، عشر ليالٍ، العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي الليالي التي كان يحييها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها
فضل ليلة القدر المباركة
ومن فضائل هذه الليلة:
-1 أنزل الله فيها القرآن، قال تعالَى: {انَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
-2 ونعتها بالليلة المباركة، قال تعالَى: {انَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة} [الدخان: 3].
-3 وجعلها خير من ألف شهر فقال تعالَى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْف} [القدر: 3]، أي، ان العمل في ليلة القدر بِما يرضى الله خَيْرٌ من العمل في غيرها ألف شهر.
-4 وفي هذه الليلة تنزل الملائكة بأمر ربّها تقوم بِما كُلِّفَت بِه من أعمالٍ في هذه الليلة.
-5 وأخبر ان قيام ليلة القدر من الايمان، وفيها تغفر الذنوب، وتَمحو حسناتُ هذه الليلة الذنوب، والدليل ما رواه البخاري (35)، ومسلم (760) في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال البخاري في صحيحه: بَاب قيام ليلة القَدْر من الايْمان.
-6 وذكر الطبري في تفسيره من فضلها: قال قتادة: ان الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فانَّما تعظم الأمور بِما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.
وعلامة هذه الليلة، تخرج الشمس بيضاء لا شعاع لَها
ومن علاماتِها:
-1 تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لَها.
-2 مثل الطست ليس لَها شعاع حتى ترتفع.
-3 تخرج مُستوية ليس لَها شعاع مثلَ القمر ليلة البدرِ.
-4 صافيةٌ بَلْجَةٌ ساكنة ساجية.لِما رواه مسلم
والدعاء فيها: يحسن الدعاء فيها بأفضل الدعاء وأحسنه، ولا يعتدي أحد بدعائه، ولا يتجاوز ولا يتخذ وسائط في دعائه، ويختار من الدعاء الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم